تأثير المجموعات التدوينية على المدونين

بسم الله الرحمين الرحيم،

من المثير جداً عندما ترى أن المجموعة التدوينية التي تنتمي إليها أو أضافتك إلى مجموعة المدونات الموجودة عليها لها تأثير مباشر على ما تكتب بقصد أو من دون قصد. و كأنك ترى أنها قوانين لا مكتوبة على أساسها يمكن أن تتم معاقبتك بإزالتك من تلك المجموعات أو المواقع التي في يوم من الأيام كانت المصدر الأساسي لزوارك. من ضمن هذه القوانين اللا مكتوبة قانون يتعلق بتوجه الموقع، فإن كان يتحدث عن الإسلام و المسلمين فهو لن يسمح لك بطرح موضوع يتعلق بالغناء، و العكس صحيح، إن كان موقعاً يتعلق بالغناء فلن يسمح لك بوضع موضوع عن فضل قيام الليل مثلاً على الموقع. و المواضيع التي تتعلق بطائفة معينة قد تتعرض للرقابة أيضاً في حال كانت إدارة الموقع من طائفة أخرى و هكذا دواليك. و قد ينصحك المدير عن المجموعة بأن لا تتحدث عن بعض الأمور التي يعتبرها تهديد للمجموعة على المدى البعيد. و قد تكون هذه الامور مقبولة إلى حد ما خاصة و أن توجه المجموعة التدونية لابد أن يظهر في المشاركات المعروضة في موقع هذه المجموعة.

لكن عندما يتعرض المدون إلى حالة من القوانين غير المكتوبة التي لا يجد لها تفسيراً ليجد أن مواضيعه يتم إقصائها لا بسبب محتوى الموضوع، بل بسبب كاتب الموضوع. فلأنه ليس من البلد الفلاني، أو لا يتناول مواضيع تتعلق بالشأن السياسي فهو حسب السياسة الداخلية لبعض المجموعات التدوينية مدوناً لاحاجة لنا فيه.

و إن كان حجب بعض المشاركات كما أوضحت مسبقاً يوجد له تبرير واضح حتى و لو كان ضمن قانون غير مكتوب، إلا أن المدون يجد نفسه مجبراً في النوع الثاني من حجب المشاركات في التقليل من إظهار بعض الإشارات التي تتعلق بهويته أو توجهه لأن كشف مثل هذه الأمور سيجعل موقعك يرفع إشارة حمراء لدى مدراء هذه المجموعات التدوينية و بالتالي يخضع للمراقبة و لا تمرر مشاركاته إلا في نطاق ضيق. هذا الأمر قد يجعل المدون يحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن إظاهر بعض الآراء التي تختلف مع أصحاب هذه التجمعات التدونية كي لا يتم إقصاءه و إخفاء نتاج كتابته عن الزوار، خاصة مع ما تملك تلك المواقع من زوار يمكنك جلبهم لمدونتك عند ظهور موضوعك في تلك المجموعات.

أو قد تجد نفسك ضمن نطاق مجموعة من المدونات التي أسست على أساس جغرافي لتجد أن مدونتك و إن كانت مضافة ضمن المدونات التي من المفترض أن تظهر مواضيعها تلقائياً حال إضافتها في مدونتك، تتعرض لتجاهل غريب جداً فتمرر لك مشاركة من أصل 10، بينما يحصل آخرون على نسبة ظهور 100% لمشاركاتهم و هذا ما يؤدي بعض الأحيان إلى إحباطك من مثل هذه التجمعات التي لا يعرف سبب تفضيلها البعض على بعض آخر. قد يقول البعض بأن سبب عدم ظهور بعض المشاركات سببًا تقنياً و كأن التقنية أصبحت تعرف متى تتوقف ومتى لا تتوقف. و للأسف وصل الحال إلى مشاكل تتجاوز المشاكل التقنية التي تتعلق بمسألة إظهار التدوينات بل وصل الأمر إلى مشاكل في الرسائل البريدية التي أرسلت لبعض المدونين تطالبهم بأخذ نسخة إحتياطية من مدوناتهم لأن المجموعة التدوينية غير مسؤولة عن فقدان البيانات! رغم أن جزء كبير من المدونين التي وصلتهم الرسالة لا يتبع بشكل مباشر لتلك المجموعة التدونية التي تقدم خدمة المدونات المجانية.

لا أريد أن أكون متشائماً حول المجموعات التدوينية إلا أنني وصلت لقناعة تتعلق بأننا بدأنا نعيش تكون بعض الكيانات التدوينية التي لا هم لها إلا كفالة الجميع تحت مظلتها و كل شخص يخرج عن نطاق مظلتها تعتبره لا يكتب إلا لنفسه ولا مجال لقراءة ما يكتب.

و أتمنى للجميع التوفيق و تدوين ممتع.