الشبكات الإجتماعية مع ظهورها أثرت على الكثير من المنتديات الحوارية بالإضافة إلى المدونات.
في نهايات العام 2010 وبداية العام 2011 بدأت الشبكات الإجتماعية تنتشر إنتشار النار في الهشيم بسبب الأحداث في منطقتنا العربية.
لم أكن إستثناء في الإبتعاد عن التدوين والمنتديات والإنشغال بالشبكات الإجتماعية. كانت تتيح التفاعل بشكل كبير مع مستخدمي تلك المواقع بدلاً من أن تنتظر أن يتفاعل معك أحدهم في مدونتك أو في المنتدى الذي تشارك فيه.
حاولت كثيراً العودة إلى التدوين لكن يبدو أن مزاجنا تعود على إستهلاك الشبكات الإجتماعية بدلاً من إنتاج ما يمكن عرضه في المنتديات وصفحات المدونات.
في التويتر على سبيل المثال كانت الناس تتفاعل مع التغريدات المختصرة والتي تحمل مادة إخبارية أو تفاعلية لحظية.
في الفيسبوك كان الكل يسعى إلى إضافة العدد الأكبر من الأصدقاء والتفاعل معهم خاصة حينما لا يكون الأصدقاء في نفس البلد.
أما الإنستغرام فهي محاولاتنا عرض أنفسنا بأفضل صورة لأصدقائنا وللعالم.
لا أعلم ماذا حدث لكن يبدو أنني تشبعت من الشبكات الإجتماعية ووصلت إلى مرحلة الإقتصار على المشاركة المحدودة وبأقل قدر ممكن فيها.
بالإضافة إلى قلقي من إنتهاك الخصوصية الذي نسمع به يومياً، فإنني بدأت أجد أن الكثير من محتوى الشبكات الإجتماعية أصبح مكرراً أو بلا روح.
أصبح ما يتم إنتاجه في الشبكات الإجتماعية يركز على اللحظة ويتناسى بأن هنالك باباً معرفياً يمكننا مشاركته الآن ليستفيد منه الناس بعد عشرات السنين.
لو رجعنا إلى الوراء 5 سنوات أو 10 سنوات واطلعنا على محتوى الشبكات الإجتماعية فإننا سنجد أن هنالك معلومات يمكن الإستفادة منها في تصور الفترة التي تم إنتاج المحتوى فيها.
لو رجعنا إلى سنة أو سنتين من الآن سنجد أن الإنتاج الفريد من نوعه قد لا يتعدى 10% من المحتويات.
قد يعتقد البعض بأنني لا أفهم بأن الشبكات الإجتماعية في النهاية تمثل ما يحب الناس مشاركته مع الآخرين. لكنني أفهم ذلك تماماً.
حتى الإنتاج المعرفي المتعلق برغباتنا الشخصية بإمكاننا جعله إنتاج فريد. فصورة لي في مطعم ما يمكن أن تكون خاصة بي إذا أضفت تقييمي للمطعم أو الوجبة.
عند مشاركتي تغريدة في تويتر ربما لو أضفت رأيي الشخصي أو ملاحظاتي الشخصية دون الإعتماد فقط على القص واللصق لكان إنتاجاً فريداً خاصاً بي.
حتى الفيسبوك يتيح لك الإشتراك في المجموعات والصفحات وهو ما يشبه المنتديات قبل عام ال2008. هنالك تجارب كثيرة في هذه المجموعات وبالإمكان المشاركة فيها والتفاعل معها.
إنقطاعي عن التدوين وإنشغالي بالشبكات الإجتماعية جعلني أهتم بالأخبار والمواد اللحظية وأكثر ابتعاداً عن الإهتمام بالمقالات والأخبار الطويلة.
أصبح عقلي لا يتحمل أن يقرأ أكثر من 5 أسطر قبل أن يقوم بالتوقف عن الإستيعاب.
ابتداءً من السنة الماضية بدأت بالإهتمام أكثر بقراءة الكتب والتقليل قدر الإمكان من إستهلاك منتجات الشبكات الإجتماعية.
إزداد إهتمامي كثيراً بالإطلاع على الإنتاجات المختلفة على اليوتيوب خاصة من صانعي المحتوى العربي.
هنالك الكثير من الكنوز المخفية الموجودة تحت الكثير من محتويات الشبكات الإجتماعية الغير مفيدة.
دعونا ننتج محتوى مفيداً بدلاً من المحتويات التي لا تضيف شيئاً.
اترك تعليقاً