بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الفترة التي ستنتهي بنهاية هذا الشهر سيزداد التهجم على العلماء بمسمى حرية التعبير والرغبة في الحرية و عدم تسلط الدين على الحياة، فالبعض سامحهم الله يعتقد أن دور عالم الدين محدود في النكاح و الطلاق، النجاسة و الطهارة، الصلاة و الصيام. و إن كان متحرراً مما يسمى بالتحريرة فإنه سيدخل المعاملات مما يمكن لعالم الدين التدخل فيه.
أما التدخل في مناحي الحياة الأخرى فيعتبرها البعض مساساً بخصوصياتهم ، و تقييداً لحرياتهم. و هذا شأنهم و لهم الحق في ما يريدون أن يتدخل فيه العلماء. و في البداية و النهاية فإن مسؤولية أعمال الفرد تقع عليه.
التدخل في خصوصيات الفرد و دفاعه عنها أمر مباح، ما دام لم يتهجم على الشخص الآخر – وفي غالب الكتابات التي تتحدث عن تدخل العلماء وصفوا بأنهم ظلاميون رجعيون دكتاتوريون – و إن تهجم على من يقول بأنه يقيد حريته فسأعتبر في وجهة نظري الأمر بأنه حماسة زائدة سواء من مراهقي العمر أو ممن يعيشون مراهقة متأخرة.
أما أن يسمح هؤلاء لنفسهم بالتعدي على رغباتنا وخصوصياتنا فهذا أمر غير مسكوت عنه، فإن كانوا يتحدثون عن أنفسهم فلا علاقة لنا بما يتحدثون، أما أن يكون الكلام عنا نحن الجهلة و الظلاميون الغير مثقفين – في وجهة نظر من نرجو من الله أن يسامحهم – و مطالبتهم إيانا بالعمل على تحرير أنفسنا من شباك الجهل والتخلف والغباء – كما يصفون – فهذا أمر يتداخل مع حرياتنا الشخصية و التي يطالب بها بعض هؤلاء.
نحن نريد أن نتبع كلام العلماء ، و نعم نحن نعطي العلماء كل الثقة في التحكم بمصيرنا، و لا بأس بأن يتحكم في حياتي متعمم ظلامي – كما يصف البعض – على أن أعيش في دوامة فارغة من ما يسمى بالحرية الشخصية التي لا ألتزم بها. فالحرية تقف عندما تبدأ حرّيات الآخرين ..
علمائنا الكرام : ثقتنا فيكم لن تتزعزع ، و ثقتنا فيكم باقية ، و حرياتنا مكفولة بما كفلها الإسلام منذ 1400 سنة.
الشيخ عمر العالي قال
يا محمود العالي
وانت تكتب لنا ها تمارس التقية !!!! والخداع !!!!! والكذب !!!!!!
الشيخ عمر العالي
smalaali قال
في البداية يطيب لي الترحيب بالشيخ عمر العالي،
و أما مسألة التقية من عدمها ، فلست في حاجة للتقية ، و لست خائفاً من طرح رأيي ..
أتمنى أن تناقشني في الأفكار المطروحة ..
لك تحياتي ..
فاطمة البحرانية قال
مساء الخير عندي هدية للشيخ عمر العاني اتمنى ان يتقبلها برحابة صدر وهي عن التقية عند السنة
– فكرة التقية الموجودة بعمق فى الثقافة الإسلامية سواء لدى الشيعة أو السنة، وهى لدى السنة مباحة للضرورة؛فى حالات الاضطرار أو الإكراه، ففى القرآن: لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين. ومن يفعل ذلك فليس من اللـه فى شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة (آل عمران: 28) . من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أُكره وقلبُهُ مُطمئن بالإيمان (النحل: 106) .
والتقية – بمعناها الإسلامي- ببساطة هى الحذر من إظهار ما فى النفس من معتقد للغير أوإظهار المودة لل”كفار” وحتى إظهار “الكفر”حسب الآية الأخيرة، فيقى المسلم نفسه من العقوبة وإن كان يضمر خلاف ما يبطن إذا خاف من “الكفار”. ووضع الفقهاء شروطا لممارسة التقية واختلفوا على مستوى الضرر والإكراه الذى يبيح للمسلم العمل بها ولكن لم يختلفوا على المبدأ.
فالمبدأ العام مقبول. ونسوق هنا رأى الرازى فى تفسيره لآية سورة آل عمران: 28وهو مفسر ُيعتد به، لصراحته الكاملة: “ اعلم أن للتقية أحكاماً كثيرة نذكر منها: أن التقية إنما تكون إذا كان الرجل فى قوم “كفار”، يخاف منهم على نفسه وماله فيداريهم باللسان بأن لا يظهر العداوة باللسان بل يجوز أيضاً أن يظهر الكلام الموهم للمحبة والموالاة، ولكن بشرط أن يضمر خلافه وأن يعرض فى كل ما يقول، فإن للتقية تأثيرها فى الظاهر لا فى أحوال القلوب” . وقد كان ابن تيمية أكثر غلظة وهو يُسمى شيخ الإسلام؛ يقول: “إذا أقمت فى دار الكفر للتطبب أو التعلم أو التجارة، فأقم بينهم وأنت تضمر العداوة لهم”. ولم يكن التلميذ أقل وضوحا من أستاذه فذكر ابن القيم الجوزية فى تعليق له على آية سورة آل عمران سابقة الذكر: ” ومعلوم أن التقاة ليست بموالاة، ولكن لما نهاهم عن مولاة “الكفار” اقتضى ذلك معاداتهم والبراءة منهم ومجاهرتهم بالعدوان فى كل حال، إلا إذا خافوا من شرهم فأباح لهم التقية، وليست التقية موالاة لهم. والدخول ههنا ظاهر فهو إخراج من متوهم غير مراد” .
وشرحها ابن كثير كالآتى: ” أى إلا من خاف فى بعض البلدان أو الأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما حكاه البخارى عن أبى الدرداء: أنه قال: «إنا لنكشر فى وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم». وقال الثورى: قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، وكذا رواه العوفى عن ابن عباس: إنما التقية باللسان” .
أما سيد قطب فذكر: ” ويرخص فقط بالتقية لمن خاف فى بعض البلدان والأوقات.. ولكنها تقية اللسان لا ولاء القلب ولا ولاء العمل. قال ابن عباس – رضى اللـه عنهما – “ ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان “.. فليس من التقية المرخص فيها أن تقوم المودة بين المؤمن وبين الكافر – والكافرهو الذى لا يرضى بتحكيم كتاب اللـه فى الحياة على الإطلاق، كما يدل السياق هنا ضمنا وفى موضع آخر من السورة تصريحا – كما أنه ليس من التقية المرخص بها أن يعاون المؤمن الكافر بالعمل فى صورة من الصور باسم التقية. فما يجوز هذا الخداع على اللـه !” . ولكن أقر أغلب الفقهاء أن الإكراه فى الفعل والقول سواء، أى التقية تكون أيضا بالعمل ولا تقتصر على القول، مثل الإكراه على ترك الصلاة أوعلى تناول الأطعمة والأشربة المحرمة أو الإفطار فى رمضان أو الزنا وحلف اليمين الكاذبة وشهادة الزور.
والواضح أن العمل بمبدأ التقية يمنح دعاة الإسلام مرونة كبيرة فى إخفاء وإبراز ما يريدون وتقديم الأفكار بأشكال تلائم موازين القوى التى يعملون فى ظلها. ورغم نفى التقية أو تحديد مجالها من قبل دعاة الإسلام السنى فإن خطاباتهم المتغيرة حسب الظروف والمتلونة حسب المواقف والتصريحات التى يعلنونها ثم ينفونها بعد أيام أحيانا.. إلخ تضج بوجود هذا المبدأ بعمق.
ومن السنة العملية لبعض الصحابة الفتوى بخلاف الأحكام المعمول بها وهو ما يعنى إخفاء القناعة الحقيقية لمعالجة قضية وقتية ومن الأمثلة فتوى لابن عباس: “حين سأل سائل: ألِمَن قتل مؤمناً متعمداً توبة؟، قال: لا، إلا النار، فقال له جلساؤه بعد أن ذهب الرجل : كنت تفتينا يا ابن عباس: أن لِمَن قتل توبةً مقبولة، قال: أنى لأحسبه رجلاً مغضباً، يريد أن يقتل مؤمناً” .
وشيء أخير التقية عند الشيعة تتواجد في باب الفقه وليست من أصول العقيده كما يصورها رجال الدين السنة لمريديهم لتخويفهم من الشيعة وتستطيع ان تذهب وتبحث في كتب الشيعة
وإضطرارهم لإستخدام التقية هو بسبب الظروف التاريخية اللي تعرضوا لها فكانوا مهددين في حياتهم كانوا طوال التاريخ مهددين في وجودهم ..
smalaali قال
شكراً أختي فاطمة ..
لعل الشيخ عمر العالي يستفيد مما ذكرت ..