بسم الله الرحمن الرحيم،
كتبت مسودة هذا الموضوع في سبتمبر ٢٠١٠ ولكن لم يجد سبيله للنشر لأنني لم أكن مقتنعاً بأنه كما يجب، وحيث أنني وجدت أن الأفضل أن أنشره بدل أن يبقى ضمن المسودات فقد قررت نشره كما كان في المسودة.
لا زلت أسمع من بعض الأخوة كلام اليأس في التغيير في مجتمعنا، إبتداءً بالموضوع السياسي و انتهاءً بالوضع المعيشي القاتل. فهنالك بعض من أصابهم الإحباط إلى درجة الثقة في أن الفرق بين المتعلم و غير المتعلم غير موجود بوجود الواسطة و المحسوبية و التمييز، و أن لا فائدة من الدراسة في هذا الوضع الذي نعيشه في بلدنا. و هنالك ممن يرى أن وضعنا المعيشي لا تنقذه إلا معجزة كحرب في المنطقة أو سقوط نظام أو تغيير جذري في المنطقة. و الأفكار كثيرة خاصة ما يلقي دائماً باللوم على الأطراف الأخرى في وضعنا الذي نعيشه و يبدأ الشخص بإنتظار تلك الفرصة القادمة و التي ستحمل التغيير دون أن يكون الشخص مستعداً للتغيير. الكل ينتظر ولكن قليل من يعمل من أجل تلك اللحظة.
يقول أكثر الحكماء بأن التغيير يجب أن يبدأ من داخل الشخص نفسه، و أن يتقبل التغيير انطلاقاً من نفسه حتى يتمكن من تقبل التغيير إن وجد في المجتمع. و مسألة التغيير في حد ذاتها ترتبط في غالب الأحيان بالفئة الشابة أو فئة الطلاب كطلاب الجامعات الذين تنطلق منهم الثورات في غالب الأحيان. الهدف الأساسي للشباب يجب أن يكون في أن يهيئوا أنفسهم لتغيير القناعة السائدة في المجتمع و عدم الإتركان لأفكار مسبقة عن الواقع الحياتي والسياسي المعاش. والإيمان بأن ما هو موجود الآن هو أمر دائم هو خطر محدق على أفكار الشباب.
هنالك عدة أمور أرى أن لها تأثيراً كبيراً على تطوير الفكر الشبابي:
- يجب أن يكون الشاب مقتنعاً بأن التعلم هو أحد أسباب التغيير و يجب أن لا يتخلى عنه مهما كانت المصاعب.
- الفكر السياسي لا يطلب من أي شخص كان التخلي عن أفكاره و معتقداته و حياته اليومية من أجل التركيز بشكل كامل على العمل السياسي.
- العمل الخيري أيضاً يجب أن لا يمثل إحتراق الشمعة بالنسبة للشاب، بل يجب أن يكون العمل التطوعي هوية وطريقة للتقدم بدلاً من كونها نهاية.
- الإختلاف سمة موجودة ما دام الزمان موجود. و عدم الإتفاق على نقطة معينة مع شخص آخر يجب أن لا تعني نهاية المطاف، لنتفق على ما نحن متفقين عليه ولندع الباقي جانباً.
على الرغم من طراوة عودي، إلا أنني أعتقد أن إمكانات الشباب لن تفق أبداً عند عمر معين، و الإستماع دائماً لمقولة تتردد دائماً بأن من هو أكبر منك بيوم أخبر منك بسنة لا يغني ولا يسمن عن جوع، و واقع نراه هذه الأيام بأن من هو أصغر منا بيوم أعلم منا بسنة مع وجود أدوات التعلم و المعرفة في كل زاوية في كل بيت (التلفزيون،الإنترنت،وسائل الإتصالات).
يجب أن يكون للشاب هويته الخاصة المنبثقة عن هوية دينية إن كان ذا هوى ديني، أو منبثقة عن هوية أخرى إن كان دون إنتماء ديني محدد. و كلي إعتقاد بأن سماحة الدين الإسلامي ليست محصورة على أتباعه فقط، فالإسلام دين الجميع و يجب أن يصل للجميع بالعمل الطيب والخلق الحسن بدل الإعتماد على طريقة التنفير من الدين بطرق شتّى.
اترك تعليقاً