بسم الله الرحمن الرحيم،
موضوع أثارني كثيراً و فضلت أن أكتب عنه علني أجد منكم توضيحاً أيها الزوار الكرام، هذا الموضوع هو موضوع تناول وسائل الإعلام في وطننا العربي للأحداث. فبعض القنوات التلفزيونية الشهيرة معروفة بتوزيعها أوسمة الشهادة على المغدور بهم في إحدى الدول المحتلة، بينما المغدور بهم في دولة أخرى هم قتلى! و لا زلت أتذكر إحدى الأخبار العاجلة التي طالعتنا به تلك القناة : إستشهاد (…) عراقي في أحد أسواق العاصمة بغداد. وبعد أقل من دقيقة تدارك المسؤول عن الخبر الموضوع و أعاد صياغته إلى: مقتل (….) عراقي في أحد أسواق العاصمة بغداد.
بينما تطالعنا مثل القناة بأخبار عن منطقة أخرى في عالمنا العربي وهي فلسطين المحتلة، فحينما يستشهد أخوة من فلسطيننا المحتلة تضع القناة خبراً عاجلاً كعادتها: إستشهاد (…) فلسطيني برصاص الإحتلال. و هذا شيء جيد فنحن نحتسبهم عند الله شهداء إن شاء الله، و لكن ما الفرق بين المغدورين في البلدين؟ لماذا نفرق بين المستشهدين في العراق وبين المستشهدين في فلسطين؟
لنفترض أن المستشهدين في العراق لا نعرف من قتلهم و لنقل أن المسألة تحرزاً من بعض اللوم حول هذا الموضوع. لكن لنرجع إلى حرب صيف 2006 في لبنان. و بغض النظر عن نظرتنا للحرب إن كنا مؤيدين أو معارضين، لكن لننظر إلى ما كانت تنقله هذا القناة التلفزيونية الشهيرة و التي تصف نفسها بالحيادية. القتيل في فلسطين المحتلة قتله الإحتلال، و كذلك القتيل في لبنان قتله الإحتلال. لكن من يقتل في فلسطين المحتلة فهو شهيد في نظر هذه القناة التلفزيونية و القتيل في لبنان هو قتيل أو صريع أو أي مسمى لا يمت للشهادة بأي صلة.
في وجهة نظري القاصرة، إما أن نطلق على الجميع شهداء أو نطلق على الجميع قتلى حتى نصف أي قناة بأنها حيادية، أما أن توزع القناة صكوك الشهادة على من يعجبها فذلك لا يمت للحياد بأي صلة.
و كذلك مسألة الإرهاب والمقاومة، للأسف لا زالت قنواتنا التلفزيونية توزع الصكوك على فئة هنا وهناك. و لا تجد حرجاً في وصف هذا بأنه مقاوم لأنه من مذهب معين، و ذلك إرهابي لأنه من مذهب آخر. ولا تجد هذه القنوات حرجاً في وصف طائفة معينة في بلد معين بأنه موالي لإيران بينما لا بأس بأن يوالي الآخرون أمريكا وغير أمريكا. ولا تجد القناة حرجاً أيضاً في التطبيل للمقاومة الباسلة في العراق التي تستهدف “عملاء” الإحتلال، و تنسى القناة أن قيادة “الإحتلال” لا تبعد عنها سوى عدة كيلومترات!
بدأت بكل صراحة أبتعد عن قنواتنا العربية. و حتى لو أردت قراءة بعض الأخبار فأنني أقرأ أخبار العراق وأتباعها في إحدى القنوات بينما أقرأ وأتابع أخبار لبنان في قناة أخرى! بينما تكفيني متابعة الموقع الخاص بـ BBC Arabic لأحصل على خبر لا يميل لا لهذا ولا ذاك، فهو خبر خال من أي صبغة طائفية أو تصنيف مناطقي أو توزيع لصكوك الشهادة و الإرهاب. و سأظل متابعاً لBBC لأني أجد أن القنوات العربية لن تتخلى عن التحيز.
Ali7 قال
الموضوع مضحك أحياناً ..
تصنيف الأموات حسب هويتهم او هوية قاتلهم ..
عموماً نشم رائحة الطائفية العطرة بشكل جلي في هذه الأمور ..
ALINASSER قال
بصراحه كان في بالي منذ فترة هذا التساؤل
أعتقد حسب فهمي المتواضع أن هذه سياسه تحريريه تنتهجها بعض القنوات
وتتفاوت البعض يمنع كلمة شهيد أصلا إلا على أبناء ذلك الوطن اذا سقط منهم أحد
من يفجر نفسه في فلسطين يسمى أستشهادي أو فدائي في لبنان والعراق وأفغانستان أنتحاري
أيضا تسمية القادة تختلف مثلا “السيد” حسن نصر الله أحيانا يخطىء المذيع ويطلقها ثم يتراجع ويقول زعيم كذا او رئيس أو بدون أي لقب حين يكون في حديث
مباشرمع أحد الضيوف وهناك مفردات كثيره يتم التلاعب بها،حتى انك تبدأ تشكك في مصداقيه الخبر
ما أدري يمكن هذا خلل في المعايير
السيد محمود العالي قال
يا Ali7، الموضوع بعض الأحيان مضحك و مرات يكون مبكي ..
بس أعتقد أن الطائفية مو بالضرورة ليها الدخل الأكبر لكن خلنا نقول بشكل أوضح العنصرية. فجزء كبير من العاملين في الجزيرة معروف جنسيتهم وهؤلاء ينسبون لأنفسهم الشهادة و الجهاد. و لغيرهم القتل والإرهاب.
عزيزي علي ناصر، أنا بصراحة فقدت الثقة في القنوات العربية و يكفيني حالياً موقع BBCarabic.com و بصراحة موقع حيادي إلى درجة كبيرة مقارنة بمواقع القنوات العربية.
طبعاً لا أخفيك بأني أدخل العربية علشان أقرأ الردود لأنها تخليك تعيش بالجو 😀