بسم الله الرحمن الرحيم،
قديماً كان مجرد وجود الأرض والعمال يعني حصولك على قدرة إنتاجية تنافس الآخرين، تطور الأمر بعد الثورة الصناعية و أصبحت الآلات تساهم في زيادة الإنتاج و بسرعة عالية مقارنة بالصناعة اليدوية حتى وصلنا تقريباً إلى نهاية عصر الثورة الصناعية و بداية عصر المعلومات. حيث تلعب المعلومات الأهمية الكبرى في أغلب الصناعات هذه الأيام. فحصول أي شركة على معلومة مؤكدة حول توقعات السوق كفيل بتحقيق أرباح خيالية.
بشكل مبسط وكمثال لأهمية المعلومات يمكن مشاهدة إستفادة القنوات التلفزيونية من المعلومات المتوفر وبالسرعة الممكنة. حيث توقع مكان الخبر يعطي القناة التلفزيونية أخباراً حصرية تجعل جميع القنوات التلفزيونية تنقل عنها الأخبار كما حصل في حرب أفغانستان حيث كان المراسل الوحيد الموجود في أفغانستان هو مراسل قناة الجزيرة، مما أدى إلى كون الجزيرة المصدر الأساسي للمعلومات للقنوات التلفزيونية الأخرى في أفغانستان.
لن أتحدث اليوم حول أهمية تنوع مصدر المعلومات، ولكن كلامي اليوم سيتمحور حول كيفية تغيير نظرتنا من كوننا مجتمع مستهلك فقط، إلى مجتمع منتج عبر تجهزنا بشكل جيد لعصر المعلومات، فعصر المعلومات لا يحتاج لتوافر المواد الخام كالفحم و البترول و غيرها من الموارد. كل ما يحتاجه الفرد هو قدرته على إنتاج و إدارة المعلومات. و كمثال بسيط و قريب علينا يمكننا النظر إلى الهند و استخلاص العبر منها، فالهند دولة استفادت من عصر المعلومات و أصبحت قبلة للشركات التي تريد الحصول على أقصى إمكانية من الإحترافية مقارنة برخص سعر الأيدي العاملة. إبتداءً بشركات البرمجيات و مروراً بإدارة الحسابات (المحاسبة) و تصدير كامل لمراكز الإتصالات (Call Centers).
هذه التهيئة في الهند جعلت الهند دولة جاهزة لعصر المعلومات مقارنة بالدول الغربية نفسها! و يعتبر بعض الكتاب أن بعض الدول في الشرق الأوسط أخذت الخطوات اللازمة للتحول إلى مراكز إنتاجية بالنسبة للأمور المعرفية في غضون 5-10 سنوات. فهل نحن مستعدين لهذا العصر؟
كل ما نحتاجه هو أن نتمكن من تجهيز أنفسنا بشكل أكبر للتغيرات التي ستطرأ على السوق، و تكوين شركات بشكل سريع جداً لمواكبة الطلبات في الدول الغربية و هكذا يمكننا تحفيز عقول عربية كثيرة على العمل في هذا المجال من بلده الأصلي دون الحاجة إلى الهجرة إلى الدول الغربية. و بذلك كسبنا أكثر من عصفور بحجر واحدة. أولاً بقاء العقول في بلادنا، و ثانياً الإستفادة من العوائد التي ستعود علينا بالعملة الصعبة و ثالثاً تقليل نسبة البطالة لدينا عبر خدمة أسواق تتحمل عدد كبير من العاملين.
ملاحظة: أعتذر عن عدم ترتيب الأفكار في الموضوع. الموضوع بقى طريح قسم المسودات فترة إسبوعين و علمت أنني إذا لم أكمله و أنشره اليوم فإنني لن أنشره كما هو حال المسودات التي بقت لدي أكثر من شهر ..
اترك تعليقاً