السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
عندما أقرأ الكثير من المقالات و الكتب “العربية” أرى بأن الكتاب ستنتهي صلاحيته بإنتهاء النظام الحاكم، فللأسف الكبير الكثير من الكتاب وربما مرغومين و الله العالم! يكتبون و يهدون الكتاب ويبنونه على توجهات النظام الحاكم، فهذا يكتب لأجل عيون الملك الفلاني وذلك يذكر بأن الرئيس العلاني يمثل النظام الأصلح و هو صاحب النظرة الثاقبة التي ستسير بنا إلى المستقبل المشرق!
لا يعتقد أحدكم بأنني أريد للكتب والمقالات المنشورة أن تكون ميداناً للشتائم للأنظمة الحاكمة، كل ما أطلبه هو أن نخرج الكتابات العملية من مفهوم التملق للأنظمة الحاكمة. و يمكن الإشارة لبعض الأفكار التي يشير لها الحاكم أو الملك أو الرئيس هنا او هناك لكن من دون بناء الكتاب على مفهوم و رؤية حاكم معين بحيث يخرج الكتاب أو المقال العملي بالخصوص من صلاحيته للتطبيق بزوال النظام الحاكم أو تبدل الرأس الحاكم سواء التوريث او بالانتخاب.
ما أقصده في هذه المقالة هي المقالات والكتب العلمية بالخصوص، فهذه الأمور العلمية يجب أن تبقى بعيدة عن الإرتباط بالمفاهيم السياسية التي يصفها البعض بأن السياسية غير ثابتة و تتقلب أكثر مما تتقلب أسعار الأسهم. أما الكتب الأدبية و المقالات التي هدفها الأساس هو مدح هذا النظام أو ذاك فلا سبيل للتدخل فيها فهي كتبت من أجل هذا الهدف!
عند قرائتي لبعض الكتب الإنجليزية العلمية أشعر بالراحة الكبير خاصة و أنها لا تحمل إلا أفكاراً واضحة و هدفاً واضح يجعلك تقرأ الكتاب وأنت تعرف ما يحتويه من أول صفحة إلى نهاية الكتاب، إلا أن كتبنا العربية للأسف تستخدم في الغالب كلمات الحاكم الفلاني لتبني متن الكتاب على أساسها، و لو غالط الحاكم نفسه فيبقى الوضع صحيحاً في نظر الكتاب حتى لا يقطع رزقه و لا أن يصل الأمر لقطع رقبته!
من الجميل لكن أن يتم وضع إهداء بسيط في بداية الكتاب كما يفعل الكثير من الكتاب، في الغالب يتم الإشادة بمن له دور في هذا العمل، كالوالد والوالدة، الزوجـ(ة) و الأبناء. و المحرر ومن ساهم في العمل بشكل عام. و يمكن لمن يخاف على قوت يومه أن يذكر هذا الحاكم أو ذاك لكن رجاءً بدون إضافة 50 صفحة تناقش أفكار القائد الضرورة، فهذه الصفحات الخمسين ما شاء الله نراها في أغلب الكتب التي نقتنيها، و أتمنى نعرف جميعاً بأن حبنا للوطن ليس مرهون بمحبتنا للنظام الحاكم. فالوطن يبقى و النظام الحاكم يزول.
اترك تعليقاً