بحوث العمليات، علم جميل حينما نحسن إستخدامه

السلام عليكم،

لسبب ما، رجعت لكتبي الجامعية لأقرأ أكثر عن بحوث العمليات (Operations Research). في الجامعة قمت بدراسة مقرر واحد عن بحوث العمليات و لكنه فتح عيوني على أشياء كثيرة لا ننظر لها نظرة صحيحة عندما نسمع عنها للوهلة الأولى.

كان إعتقادي الوحيد أن بحوث العمليات كما وصفت لنا أو صنفت في الجامعة على أنها مادة “رياضيات”، و مع كرهي الشديد للرياضيات تصورت أن المادة كالمواد الأخرى كنت أطمح لتجاوزها فقط. و لكن عندما بدأنا دراسة المادة و رؤية ما تحمل، بدأت أستوعب أن هذا نوع آخر من الرياضيات!

يتعلق هذا العلم بالوصول إلى أفضل حل للمشكلة الموجودة، هنالك بعض الحديث عن أن هذا العلم بدأ من العام 1840م حينما قام أحد العلماء الإنجليز بحساب تكلفة المواصلات وفرز البريد وخطوط القطارات في بريطانيا. من ثم وصل إلى مرحلة متقدمة في الحرب العالمية الثانية، حيث بدأ الإنجليز بإستخدام طرق معينة لإختيار أفضل الطرق لإستخدام الموارد المتوفرة للحرب. للعلم في نفس الحرب تمكن الألمان من إختراع المطاط الصناعي. و يقول الكثير أن ما وصلت له السيارات و الطائرات و التنقلات كان سببها الرئيسي الحروب!

عوداً على بدء، ففي الحرب العالمية الثانية، كان لابد من الإستخدام الأمثل للموارد المستخدمة في الحرب، فأغلب الموارد تم إستخدامها بالفعل، و عدم تنظيم إستخدام الموارد الموجودة سيؤدي في النهاية لضياع الموارد و عدم إستخدامها بالشكل الأمثل. لذلك عمد بعض العلماء الإنجليز للعمل على طريقة تساعد المؤسسة العسكرية في بريطانيا لتنظيم إستخدام الموارد بين الجبهات و التصنيع وما شاكل.

كمثال بسيط، يمكن إستخدام هذا العلم للحصول على أفضل سعر للسفر في حال رغبتك في زيارة أكثر من مدينة في نفس الرحلة. بالطبع يمكنك فعل ذلك عبر تحديد الهدف المبتغى (السعر الأقل)، الخيارات المتاحة، والقيود الموجودة (مثال: مدة الرحلة يجب أن لا تتجاوز إسبوع).

مثال آخر، يمكن إستخدام هذا العلم من قبل المصارف والبنوك لرؤية فائدة إضافة آلة إضافية لسحب النقود في أحد الفروع، أو إضافة موظف إضافي لتلبية معاملات الزبائن. هنالك عدة عوامل يجب أن تحسب بلا شك، كمثال مدة إنتظار العميل، و هدف إضافة آلة أو موظف إضافي (تقليل وقت الإنتظار لكل عميل، أو زيادة إمكانية إستيعاب البنك للمزيد من العملاء).

هنالك الكثير مما أريد أن أحكيه عن هذا العلم و لكن سأتركه للأيام القادمة.