السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،
عادة أرى الدنيا ملونة تشع ألوانها لتعطي بهجة على جميع أرجاء الحياة، و قليلاً ما ألاحظ أن الألوان اختفت من الدنيا لأرى كل شيء بلونين و تدرجاتهما (الأبيض والأسود). لا يعني هذا أن شبكية عيني تضررت، بل أقصد أن النظر العامة للحياة بدأت أكثر قتامة و بدى كل شيء يأخذ لوناً واحداً يجعل الشخص لا يتذوق ما يراه.
ليس الموضوع تحدثاً عن اليأس حيث أن اليأس يؤدي بصاحبه إلى النظر إلى الأمور وكأنها وصلت إلى مرحلة اللا عودة و التي تحمل في الغالب أفكاراً سوداوية يرى بها الإنسان أن كل حركة في العالم هو المقصود بها. الموضوع في حد ذاته هو عندما تصل إلى مرحلة يتوقف فيها الزمن (لديك على الأقل) و تتمنى أن يبقى الزمن على هذه الشاكلة إلى أبد الآبدين. مررت بهذه المرحلة عندما أنهيت دراستي الثانوية و كنت على أمل الإنتقال إلى الجامعة، ومن ثم مررت بها مرة أخرى عندما أنهيت دراستي الجماعية و أردت مواصلة الدراسات العليا لكن لم تكن مرحلة طويلة كما يبدو، و أما المرحلة التي أمر فيها الآن فهي تبدو بالنسبة لي أكثر طولاً من المراحل السابقة حيث الإنتقال من كوني معالاً إلى كوني أعتمد على نفسي في تحصيل كل أموري و هذه المرحلة هي مرحلة العمل التي أتمنى أن أبدأها حال انتهائي من الدراسة بعد ما يقارب ثلاثة أشهرعملياً الأمر لا يحمل أي تأثر مبدأي على إسلوب الحياة التي أعيشها، إلا أن الغريب بالنسبة لي هو الإستقرار في بلدي بعد مرحلة من التشرد في سبيل المعرفة (التغرب في الأردن و من ثم في بريطانيا). في بعض الأحيان أجد أن عملية الإستقرار الجديدة هي مرحلة لا زلت أجهل جميع تفاصيلها، فعندما كنت في البحرين قبل مرحلتي التغرب الذين ذكرتهما، كنت لا أزال أرى الدنيا وكأنها لعبة أكثر من كونها مرحلة شقاء.
أجد أن الوضع سيتغير كثيراً مع تغير أمور كثيرة في البحرين عما كان الوضع عليه قبل 4 أو 5 سنوات من الآن. فمن مرحلة الهدوء النسبي في جميع مراحل الحياة إلى مرحلة التصادم بين الجميع في البحرين، بين أطراف المعارضة نفسها وبين المعارضة و الحكومة و بين الموالاة و المعارضة و بين الجميع!. أضف إلى ذلك، الجو المعيشي الخانق الذي لم أتوقع أن نصل إليه خاصة و كونني رأيت الحياة في الأردن حيث يحاول غالبية الشعب هناك العمل على تأمين لقمة العيش و كما يبدو أن هذه الحالة بدأت تصيب البعض في البحرين حيث لا يهتم الفرد إلا بنفسه و كيف يأكل وليذهب الباقي إلى الجحيم.
من ناحية شخصية أبدو محتاراً بعد هذه السنوات الطويلة في طلب العلم (أتمنى ذلك)، هل مواصلة مشوار طلب العلم هو الأفضل حالياً؟ أو أحتاج لإستراحة محارب (أحتاجها كما يبدو) أو نبدأ في مشوار العمل الأبدي الذي يدخل الشخص في دوامة طلب لقمة العيش والزواج و الاستقرار ومن ثم صعوبة العمل على مواصلة الدراسة إن كانت هنالك رغبة موجودة ..
لا أدري ولكن الخيار الأول في هذا الوقت غير محبذ، و الخيار الثاني محبب إلى قلبي أكثر من الخيار الثالث الذي قد يستهويني في وقت إستراحة المحارب.
أتمنى أن تشاركوني أفكاركم و خواطركم حول هذا الموضوع، و عندما ترون الدنيا بدون أي ألوان ..
Khalid86 قال
أخي أعرف شعورك تماماً
ووصفك له كان دقيق وأعجبني كثيراً
شخصياً أعتقد أن السبب دائماً هو الخوف من المجهول, فنحن لا نعرف مالذي ينتظرنا في المرحلة القادمة ونخاف من أن تكون مملة, كئيبة, أو غيره من الأوصاف.
خاصة أن العمل عبارة عن مرحلة لا نهاية لها, فبحياتنا كلها تعودنا على أن هناك ضوء في نهاية النفق يعطينا الأمل في أوقات الاحباط واليأس.
أما العمل فهو المرحلة الأخيرة التي تستمر حتى يحين وقت التقاعد.
نظرة تشاؤمية أليس كذلك؟
المعذرة أخي كنت أريد أن أخفف عنك ولكنني على مايبدو زدت الطين بلة.
نصيحتي لك هي: اتبع ما يمليه قلبك عليك.
هل تحس بحماس تجاه إكمال التعليم؟ إذاً اذهب وأكمل تعليمك.
فالزواج والعمل لن يذهبا إلى أي مكان إن شاء الله 😉
السيد محمود العالي قال
شكراً أخي العزيز خالد ،،
فعلاً كما يبدو أن الخوف من المجهول يجعلني أتمسك بالوضع الذي أعيشه الآن حتى لا أفقد المتعة الحالية و أدخل في شيء لا أعلم ما هي درجة المتعة فيه ..
بالنسبة للتعليم و الرغبة، الرغبة موجودة و لكن الحالة النفسية لا تسمح بالمواصلة :D. نفسياً لا زلت أريد الرجوع إلى البحرين لأستقر قليلاً ربما سنة سنتين ثلاث ومن بعد أن أملّ من البحرين قد أجد نفسي راغباً في التغرب مرة أخرى ..
و كما قلت الزواج و العمل لن يذهبا إلى أي مكان و لكن بعد رجوعي سأبدأ في العمل وسأترك الزواج للمستقبل :D.
farooha قال
رربما يحس الإنسان بهذا الشعور لعدة أسباب ..
أنا أؤمن بشدة .. بإن كل شي يحدث لشخص .. قد جناه هو على نفسه .!!
الدراسه و التغرب و التعب النفسي … الضياع و عدم القدرة على إتخاد القرار كلها من أختيار الشخص نفسه
حتى الحوادث والأمور التي تحدث له .. ويقول فيها ” قضاء وقدر ”
قد تكون بسبب عمل أو حادثة سابقة قام بعملها .. سببت له الضرر أو لغيره .
وبالتوفيق في أختيارك