السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أردت منذ مدة طويلة الحديث حول مفهوم العمل التطوعي لدينا في قريتنا وربما البحرين بشكل عام و اختلافه عن مفهوم العمل التطوعي في الدول الغربية. فيبدو أن هنالك إختلافات جوهرية بين مفهومنا للعمل التطوعي المتربط بتقديم العمل بدون مقابل لوجه الله سبحانه و تعالى، وبين المفهوم الغربي لتقديم العمل التطوعي المرتبط أساساً بإعتقاد الشخص في القضية التي يخدمها.
بلا شك هنالك جوانب إيجابية في المفهومين، فمن ناحية العمل التطوعي لدينا فهو يعتمد على تقديم الخدمة الخالصة لوجه الله سبحانه تعالى من دون انتظار أي ناتج دنيوي، وبين المفهوم الغربي الذي يجازي أي فرد عن وقته الذي يقدمه من أجل خدمة الهدف أو القضية التي يعمل من أجلها. و ربما ما أثارني أيضاً هو أن بعض المنظمات اللاربحية في الدول الغربية تطلب من المتقدم للعمل التطوعي أن يدفع مبلغاً من المال نظيراً لعمله في هذه المنظمة!
هل بإمكاننا دمج بعض المميزات الخاصة بالعمل التطوعي في مجتمعنا و منظور الدول الغربية للعمل التطوعي؟ هذا ما سأسرده في هذه المدونة بشكل مبسط جداً إن شاء الله.
النقطة الأساسية التي دائماً ما أتناقش مع الأخوة حولها هي نقطة أن الشخص المتطوع كان بإمكانه الإستفادة من وقته في كسب المال بدلاً من تقديم خدمة العمل التطوعي والذي في مجتمعنا البسيط لا تأتي إلا بالمشاكل والإتهامات التي لا تنتهي. فلو تمكنّا من صرف بدل هذه الساعات و لو كان مبلغاً زهيداً فهو يفيد المتقدم بشكل مادي بسيط و في نفس الوقت يجعله ينظر للعمل من منظور أنه عمل مدفوع لا بد من أدائه بأحسن صورة.
النقطة الثانية، هنالك خلل في نظرتنا للعمل التطوعي، فهنالك من ينظر عليه أنه عمل للظهور أو للوجاهة الإجتماعية و للأسف في مجتمعنا هذه هي الصورة المستشرية و ترى دائماً أن هنالك نظرة سلبية للمتقدم للعمل التطوعي حتى ولو كان من أتقى و أنقى الأشخاص في المجتمع، بلا شك أن هنالك حالة من عدم الثقة في المتعامل مع المبالغ النقدية حيث أن الناس دائماً ما تتهم هؤلاء الأشخاص بأنهم يفضلون فلاناً من الناس لتقديم المساعدة له بدلاً من شخص آخر ربما أكثر إستحقاقاً. و لذلك يمكن العمل على إيجاد هيئة نزاهة كما في العراق حالياً تراقب عمل المؤسسات التطوعية في المجتمع و تقوم بعملية تدقيق مالي وتدقيق إداري و كذلك ربما إضافة أفراد موثوقين من المجتمع للعمل في هذه المؤسسات لإبعاد النظرة السلبية التي دائماً ما يجابه بها من يرغب في التقدم للعمل التطوعي.
النقطة الثالثة، العزوف عن العمل التطوعي. فمن خلال ملاحظتي ونقاشي لبعض الأخوة في القرية أجد أن هنالك عزوف جماعي عن العمل التطوعي لما فيه من صعوبات جمة لا تنتهي تبتدأ أولها بالأعمال والمسؤوليات التي لا تنتهي والنهاية عند الإتهامات التي لا يتحملها الفرد. و كانت هنالك رغبة لدى المؤسسات في قرية عالي لإقامة مؤتمر حول هذا الأمر إلا أنه تأجل كما يبدو و أرجو أن يتم العمل عليه بأسرع فرصة ممكنة لأن القرية باتت تعاني من عزوف الطبقة الشابة عن العمل التطوعي و انحصاره في طبقة معينة.
و في النهاية ربما هنالك أمور أكثر للحديث عنها إلا أنني غفلت عنها وربما أتذكرها وأكتبها في مشاركات أخرى. و أتمنى منكم التعليق على كيفية تشجيع الناس على العمل التطوعي في مجتمعنا ..
aljad قال
الزميل العزيز
موضوعك هام وله ميزة كونه متعلق الخدمة الاجتماعية ..جانب نادر ان يطرقه احد وان كانت الخدمة الاجتماعية والمتمثلة فى اسمى معانيها
( العمل التطوعي ) صار لها دعاة وجمعيات تتكاثر يوم اثر يوم … وهذا الامر يدلل على ان العقل العربي بدأ ينضج ويعيى اهمية العمل التطوعي ..لقد سمعت واخبرت عن العديد من الاعمال التطوعية التى قام بها رجال ونسوة سافروا الى البوادي والى مناطق شبه معزولة هنا فى وطننا العربي من اجل تثقيف الفرد هناك وتزويده بالمعرفة .. وطبابته وتعليمه .. عملا تطوعيا قام به افراد او جماعات او جمعيات اهلية …
ورغم هذا التطور الهام فى العمل الاجتماعي غير . انه لا تزال هناك الكثير والكثير مما ينبغى فعله وعمله .. و ربما بسبب الاوضاع الاقتصادية لغالبية سكان المنطقة .نجد ان العمل التطوعي يتقدم ببطء ومقصورا على فئة معينة .. نالت حظها من التعليم او المال …
عموما .. لكم كنت اتمنى ان يركز الامة فى المساجد والرهبان فى الكنائس على تأكيد العمل التطوعي وان تسارع الجمعيات الاهلية الى الاعلان عن الاعمال التطوعية وانشاء ورشات عمل تشرح العمل التطوعي وفوائده وتوزع النشرات المختلفة حول المناطق او المجالات التى تحتاج الى العمل التطوعي …
هنالك الكثير مما ينبغى عمله .. و\لكن هنالك القليل مما تم انجازه
تحياتي اليك
noora قال
السلام عليكم
ترى في كثير من الناس يتطوعون في البحرين
انا توني شايفه مقولتك مع انها قديمه بس قلت لازم اخبركم عن مؤسسه انجاز
او يمكن احسن انك تشوف وتقرا عنهم في موقعهم 🙂
http://www.injazbh.org