السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
التدوين في حد ذاته كما أراه هو تطوراً للحالة السائدة سابقاً. فالكل كان يشارك في المنتديات و تكتسب المنتديات جزءًا كبيراً من وقته وجهده و حتى صورته الشخصية. و قد يكون للشخص أصحاب وأعداء في المنتدى الذي يشارك فيه. فهنالك من يعتبر كل كلمة يكتبها الشخص الذي يحبه هو كلام منزل لا يمكن مناقشته، بينما يعتبر الآخر هذا الكلام مجرد خزعبلات ما أنزل الله بها من سلطان. و هكذا كانت تدور عجلة المنتديات و لا زالت. و مع ظهور وانتشار المدونات ظهرت هذه الحالة أيضاً فأصبح الحديث عن المدونة و المدون الفلاني واجباً على كل مدون “في نظر البعض” و النقاش معه يجعلك تخرج من عباءة التدوين المحترم لتدخل في حالة التدوين الإعتباطي كما يرى ذلك البعض.
و مع تطور حالة المدونات خرجت الكثير من المواقع التي تتبنى المدونين و بعضها أنشئت على أساس جغرافي والبعض الآخر على أساس قومي و الآخر على أساس ديني أو مذهبي و جزء بسيط على أساس أفكار ومواضيع معينة. يحمل الكثير من هذه المواقع صفات إيجابية تساهم في إنتشار المدونات و حالة التدوين و نقلها إلى حالة من الترتيب بعد أن كانت في حالة فوضى، و أصحب التدوين عند البعض عمل تطوعي يومي. و عند البعض الآخر كان التدوين مجالاً للتنفيس عن الرأي والخواطر خاصة عندما يتاح له المجال للتعقيب على المدونات و الكتبات التي يطرحها المدونين و هذا في حد ذاته جعل الكثير من المواقع الإخبارية تتيح خاصية التعقيب على مواضيعها والأخبار التي ينقلها الموقع و من هذه المواقع موقع قناة العربية الإخبارية الذي أصبح للبعض مجالاً للتنفيس عن الخواطر والأفكار و أصبح من يشارك في موقع العربية كمقال معروفين للكثير من زوار الموقع الذين يتابعون التعليقات.
الإنتقال الذي خلقته المدونات من حالة كون الفرد مصدراً للأخبار بدلاً من أن يكون متلقياً للأخبار والمقالات، و هذا ما حدا ببعض القنوات و الكتاب إلى إنتقاد المدونات و كان البعض الآخر يعتبر المدونات شكلاً جديداً من أشكال الصحافة الحرة، يمكنكم الإطلاع على الرابط التالي في موقع قناة العربية : صراع الدولة العربية مع ثقافة المدونات. و قصد حصلت عليه بعد بحث سريع في محرك البحث قوقل، بينما لم أستطع الحصول على خبر آخر حول انتقاد بعض الصحفيين للمدونات و وصف البعض لها بحمامات الشوارع. إلا أنه كما يبدو فإن المدونات أصبحت تمثل الصوت الذي كان لا يسمع و أصبح مسموعاً للجميع، و بما تحتويه المدونات من الإيجابي والسلبي فإن أغلب المدونات التي تتحدث حول السياسات الحكومية تحاول إخفاء هويتها عبر أسماء مستعارة في فضاء الإنترنت، بينما أصحاب المدونات السياسية التي عرضوا أسماءهم للجميع تعرضوا للمضايقات و البعض الآخر تعرض للإعتقال وكمثال قريب تعرض المدون السعودي فؤاد الفرحان للإعتقال بسبب آرائه. و إن لم يتعرض بعض المدونين لمضايقات حكومية فإنهم بلا شك تعرضوا لمضايقات شعبية و من مدونين آخرين خاصة عندما يتم الحديث عن موضوع مختلف عليه. و قد يؤدي ذلك إلى شن هجوم متكرر على المدونة عبر إرسال سلسلة من التعليقات المخالفة في الرأي والتي قد تخرج عن الحدود أحياناً لإيقاف المدون عن التدوين في مثل هذه المواضيع.
عملية التدوين في حد ذاتها عملية صحية قد تؤدي وخاصة في مجتمعات منغلقة سابقاً إلى حالة من رد الفعل العكسي لتخرج بمدونات مستساغة و غير مستساغة إلا أن الرأي كما يقال لا بد أن يواجه برأي آخر. و لا يوجد شخص يمتلك الحقيقة كاملة. وكما ذكرت مسبقاً التجمعات التدوينية فإنني أنظر لها من ناحية أخرى و هي تأثير هذه التجمعات التدوينية على رأي المدون و حريته في إختيار ما يشاء من مواضيع للطرح. ففي غالب هذه التجمعات هنالك خطوط حمراء لا يجوز الخروج عنها حتى و لو لم تكن مكتوبة. و ربما أخصص بعض المقالات القادمة للحديث حول هذا الأمر ولكن سأتوقف عن الحديث عنها حالياً.
السؤال الذي يتبادر في ذهني حالياً هو: هل المدون عندما يكتب بإسمه الحقيقي تعتبر كتابته ظهور إعلامي وبهرجة؟ و هل يجب على الجميع أن يتوقف عن الحديث عما لديه بدعوى أنك عندما تتحدث وتبرز رأيك في موضوع ما ويكون مخالفاً لشريحة كبيرة من المجتمع فإنك تعرض نفسك للكثير مما لا تريده. فما رأيكم في هذا الأمر؟
Ali7 قال
عليكم السلام و الرحمة ،،
تعرف عزيزي ان حب البعض للتضخيم يصنع نتائج غير مرغوبة .. فأصبح لفظ التدوين و المدونات و المدونين عظيماً.. كأنها مخدرات و مافيا و ما الى ذلك ..
المدونة موقع لا أكثر .. و ربما هي اساس نشوء المواقع – التعبير عن رأي الفرد في قالب عالمي – و لكل مجتمع استغلال مختلف له ..
نعم، الأجانب قد يكون عطشهم للتقنيات و العلوم و التجارب الشخصية .. بينما لدينا .. انت مدوّن جبان ان لم تفضح مهازل الحكام .. و هذا واقع جميل و يدل على مستقبل مشرق.. أليس كذلك ؟
على العموم اختصر و اجيب على سؤالك :
لا يعتبر ظهوره بهرجة أبداً .. بل ان التخفي أحياناً يحمل معاني سلبية .. ربما الخوف ، او حمل الافكار غير المرغوبة يدفع البعض لذلك
تحياتي ..
مجهول قال
سياسه فتح التعقيب في المواقع الاخباريه ليست كما تتصور انها من اجل التنفيس أو ما شابه هذا تسطيح للأمور والنظر لها من الخارج فقط
الامر يتعلق بالدرجة الاولى بحالة أستقطاب لاكبر عدد من المشاركين لتظهر القناة وكأنها الاولى على مستوى العالم العربي بسبب كثافة عدد المشاركين بها فبدل أن يقرا أي شخص الخبر ويخرج بشكل سريع يبقى لفترة أطول.
أما التدوين والمدونات فقد أجد في ما كتبته الكثير من الصحه لاكن هذا لا يعني أن للتدوين والمدونات ذلك الحجم الكبير كما تتصور أو كما تحاول أن تصوره وسائل الاعلام العربيه التي تطرحه وكانه فضاء واسع للتعبير حتى اصبحت بعض المدونات مسرح لعرض قصص لحياة البعض وذكريات فارغه لا تعني القارىء ولا تثير أهتمامه.
لي عودة..
السيد محمود العالي قال
أخي العزيز علي، وضعت يدك على الجرح.
المدونات أصبحت مخدرات كما يبدو و ليستر الله من الأيام القادمة.
الأخ العزيز و الذي فضلت تسميته بمجهول:
أستاذي الفاضل إن كان لديك أي امور شخصية أرسل لي رسالة شخصية عبر الرابط الخاص بالمراسلة. و سأقوم بالإجابة عن أسئلتك كما تريد.
أما ما يتعلق بمشاركتك في الموضوع الذي نتحدث عنه. فأتفق معك إلى حد كبير حول ما تقوله، و قد يكون أسلوباً للتنفيس في نفس الوقت.
بالنسبة للتدوين فهو يحمل أفكار المدون و لذلك إن لم تعجب الزائر مواضيع المدونة سيحول متصفحه نحو مدونة أخرى و لن يتوقف. و للعلم هنالك أشخاص يحبون القراءة حول قصص الحياة و الذكريات الفارغة.
تحياتي.